الأحد، 30 مارس 2008

مــن كـــان لــلــه كــمـا يــريــد ...كــان الــلــه لــه كــمــا يــريــد

من كان لله كما يريد كان الله له كما يريد..


كان "المبارك" عبدا رقيقا أعتقه سيده ، ثم اشتغل أجيرا عند صاحب بستان

وفى ذات يوم خرج صاحب البستان مع أصحاب له إلى البستان ،وقال للمبارك :

ائتنا برمانٍ حلو فقطف رمانات ثم قدمها إليهم ، فإذا هى حامضة ،
فقال صاحب البستان :أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟

قال : لم تأذن لى أن آكل حتى أعرف الحلو من الحامض .........
فقال له صاحب البستان : أنت من كذا وكذا سنة تحرس البستان وتقول هذا ( وظن أنه يخدعه)

فسأل الجيران عنه ،
ففالوا :ما أكل رمانة واحدة
فقال له صاحب البستان: يا مباك ...اريد أن استشيرك فى أمر هام..

إننى ليس عندى إلا إبنة واحدة فلمن أزوجها ؟

فقال له : يا سيدى لقد كان اليهود يزوجون للمال ، والنصارى للجمال ، والعرب للحسب ، والمسلمون يزوجون للتقوى ، فمن أى الاصناف أنت زوج ابنتك للصنف الذى أنت منه

فقال : والله لا أزوجها إلا على التقوى وما وجدت إنسانا أتقى لله منك فقد أعتقتك وزوجتك ابنتى !!!

سبحان الله عف المبارك عن رمانة من البستان فسيق إليه البستان وصاحبته ،

والجزاء من جنس العمل ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .....

ومن هذا البيت خرج شيخ الاسلام عبدالله بن المبارك الذى كان يقول:

لأن أردّ درهما من شبهة خير لى من أن أتصدق بمائة درهم ، ومائة ألف درهم...حتى عد ستمائة درهم .

الخميس، 13 مارس 2008

بــــابــك مــع الـــلــه




حين تتأتى الرغبة للانسان لفعل الخيرات ، قد يقف بعض الناس عاجزاً حين لا يجد مالاً ينفقه أو علما يعلمه،



أو شيئا مما تعارف عليه الناس من وجوه الخير المشهورة،



لكن سيدنا رسول الله (ص) يصحح لنا ويرشدنا إلى أن أبواب الخير كثيرة ، وأنه إن عجز الانسان عن بابا من الخير فأمامه عشرات من الابواب


وهذا ما يدلنا عليه حديث الرسول( ص)حين جاءه بعض الصحابه فقالوا :ذهب أهل الدثور بالأجور ؛يصلون كما نصلى ،ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ..
فقال النبى ص " أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؛إن بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة .. حتى قال ص " وفى بضع أحدكم صدقة ......."الحديث.



يضاف الى هذا أن المتأمل للإجابات المتعددة والمتنوعة عن سؤال واحد عُرض على النبى ص بشأن أفضل الاعمال عند الله ، يظهر لنا أن الافضلية ترتبط بحال السائل، وأن الاجابات تنوعت حسب الاستطاعة والميسور للعبد والمناسب له.

يعنى لكل واحد منا بابا مع الله من خلاله يستطيع ان يصل الى الطريق الصحيح ،
فلا تقف مكتوفى الايدى لأنك لا تعرف ماهو بابك مع الله ، إذا بحثت وفتشت بداخلك حتما ستجده
واذا اردت فعلا ان تجده فلابد أن تسأل نفسك اولا



هل تريد الرجوع الى الله ؟


هل تريد حقا ؟؟


أأنت متأكد من إرادتك هذه ؟


هل تعلم أن علامة صحة الإرادة أن يكون هَم المُريد رضا ربه واستعداده للقائه وحزنه على وقت مَر فى غير رضائه ، وأسفه على عدم قربه والانس به
وجماع ذلك أن يصبح ويمسى وليس له هَم غيره.

اذاً هل انت تريد الرجوع الى الله ؟



إليك الحل بأسهل وأقصر الطرق
إليك حل ابن القيم رحمه الله



" هَلُم الى الدخول على الله ومجاورته فى دار السلام بلا نصب ولا تعب ولا عناء ، بل من اقصر الطرق واسهلها



كـــــــــــــــــيــــــــــــــف ؟


وذلك أنك ( فى وقت بين وقتين ) وهو فى الحقيقة "" عمرك""
وهو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقبل ، فالذى مضى تصلحه (بالتوبة والندم والاستغفار) وذلك شىء لا تعب عليك فيه ولا نصب ، ولا معاناة عمل شاق ، إنما هو عمل قلب
وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب، وامتناعك ترك وراحة ،ليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معاناته وإنما ( عزم ونية جاااااازمة) تريح بدنك وقلبك وسرك ، فما مضى تصلحه بالتوبه ،وما يستقبل تصلحه بالامتناع
والعزم والنية
وليس للجوارح فى هذين نصب ولا تعب ولكن الشأن فى عمرك وهو وقتك الذى بين الوقتين ، فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك ،وإن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذُكر نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم .



هــــــــــــل عــــــــرفــــــــــــتــــــــــه الان؟

نفحات جوزية:
1- ارجع الى الله من عينك وسمعك وقلبك ولسانك ولا تشرد عنه من هذه الاربعة فما رجع من رجع الى إليه بتوفيقه إلا منها ،وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها ، فالموفق يسمع ويبصر ويتكلم ويبطش - بمولاه – والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسهوهواه.


2- إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ،وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا تعرفوا الى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة ؛فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل غااااية العزة والرفعة.


3- إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله محده تحمَّل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته ، إن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكارها ، ووكله إلى نفسه ، فشغل قلبه عن محبته بمحبه الخلق ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم ، فكل من أعرض عن عبودية اله وطاعته ومحبته ،بُلِىَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته
قال الله تعالى " ومن يَعْشُ عن ذِكر الرحمن نُقَيِّض له شيطانًا فهو له قرين"

4- للعبد رب هو ملاقيه،وبيت هو ساكنه ، فينبغى أن يسترضى ربه قبل لقائه ويعمر بيته قبل انتقاله اليه

5- المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه ، الا الله سبحانه وتعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه.


الخميس، 6 مارس 2008

ابـــدأ بــنــفــسـك أيــها الــمــرابــط

من منا لم يشغله أمر المسلمين وتنازعهم ،فكم نتجرع المرارة مع كل محنة يتسبب فيها الاختلاف ويؤدى اليها التنازع ،



وكم تؤلمنا الحيرة التى تظهر على وجوه الشباب حديثى السن حين يشوش الاختلاف عليهم الرؤية ، ويعكر عليهم فرصة الاختيار،


وكم نتميز غيظا حين نلاحظ أن حامل لواء الباطل أذكى وأعقل من حامل لواء راية الحق ،


وكم نتميز غيظا أكثر إذا علمنا أن هذا النموذج هو النموذج السائد المتفشى فى كثير من المجتمعات ، حتى أنهم يكادوا يخفون بكثرتهم النموذج الاخر،
وكم .......
وكم....
وكم.....



ولكن هل سنظل صامتين الى الابد ؟!


أمَا آن لنا أن نحاول ولو محاولة فى إصلاح هذا العدد من الكم........


او لنقل من الهم
نعم والله ان حالنا نحن امة الاسلام لَهم ٌ كبير
وارجع لسيَر الصالحين السابقين لتتيقن اننا فى اكبر هم



فما آن لنا أن نجتاز هذا الهم ؟


امَا آن لنا أن نكون مسلمين حقا


امَا آن لنا أن نكون مؤمنين حقا


إخوة فى الله حقا


امَا آن لنا أن نكون مرابطين حقا .


آلاف من اخواننا يقاتلون ويموتون بل يستشهدون يوميا وكثير منا لا يتحرك له ساكن ،



او حتى يدعوا لهم ، بل تراه غارقا فى ملذاته لا يرى غيرها


واذا أردت ان تعرف رأيه فيما يحدث ، يرد عليك بكل هدوء اعصاب


" مدام بعيد عنى .. خلاص ، نفض ياعم "


وكأن الاخوان هم فقط من تلدهم امهاتنا لاغير


وكأن الله لم يجمع المؤمنين برباط متين هو رباط الاخوة



حين قال:"إنما المؤمنون إخوة" الحجرات 10
وكأنه لم يقل " المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ...." التوبة 71
(معاذ الله)



وكأن الرسول (ص) لم يبين لنا حقوق هذه الاخوة حين قال ؛
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخارى عن أنس (رضى).
والمقصود ؛ لا يكون كامل الايمان .



وكأنه (ص) لم يقل " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان فى حاجة أخيه

كان الله فى حاجته ......................." متفق عليه


وكأنه لم يُشر ان رباط الايمان بين المسلمين يجعلهم بنيانا واحدًا
حين قال " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" رواه البخارى ومسلم.
(فداك ابى وامى يارسول الله)

فلماذا أُخى لا تبدأ



لماذا أُخيتى لا تبدأين


لماذا لا نبدأ بشد بعضنا بعضا ، ننقذ أنفسنا من هذا الغزو الهاجم علينا
ولو بأيدينا ( لمن يستطع) ، ولو بألسنتنا (نصيحه لله ، ولو بتبليغ حديث ، تذكرة بآية )،
ولو حتى بقلوبنا ،الدعاء (وهذا أضعف الايمان).

لكن ابدأ /ابدأى لأجلى ولأجلك ولأجل اخوانك واخواتك ، امك ،ابيك
بل لأجل أمة حبيبك (صلى الله عليه وسلم) بأجمعها....

ولعل ما اكتبه نقلا أو قلبا بداية أبدأ بها ،ادعوا الله أن تكون خالصة لوجه ،لا يشوبها أى شائبة تغير مسارها الذى اريده



" ورب دعوة أدعوا بها إخوتى وتكون سبب فى هدايتى"

وقد قال ابن مسعود (رضى ) "السعيد من وعظ بغيره"

..
اللهم الهمنى رشدى وقنى شر نفسى....