الخميس، 13 مارس 2008

بــــابــك مــع الـــلــه




حين تتأتى الرغبة للانسان لفعل الخيرات ، قد يقف بعض الناس عاجزاً حين لا يجد مالاً ينفقه أو علما يعلمه،



أو شيئا مما تعارف عليه الناس من وجوه الخير المشهورة،



لكن سيدنا رسول الله (ص) يصحح لنا ويرشدنا إلى أن أبواب الخير كثيرة ، وأنه إن عجز الانسان عن بابا من الخير فأمامه عشرات من الابواب


وهذا ما يدلنا عليه حديث الرسول( ص)حين جاءه بعض الصحابه فقالوا :ذهب أهل الدثور بالأجور ؛يصلون كما نصلى ،ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ..
فقال النبى ص " أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؛إن بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة .. حتى قال ص " وفى بضع أحدكم صدقة ......."الحديث.



يضاف الى هذا أن المتأمل للإجابات المتعددة والمتنوعة عن سؤال واحد عُرض على النبى ص بشأن أفضل الاعمال عند الله ، يظهر لنا أن الافضلية ترتبط بحال السائل، وأن الاجابات تنوعت حسب الاستطاعة والميسور للعبد والمناسب له.

يعنى لكل واحد منا بابا مع الله من خلاله يستطيع ان يصل الى الطريق الصحيح ،
فلا تقف مكتوفى الايدى لأنك لا تعرف ماهو بابك مع الله ، إذا بحثت وفتشت بداخلك حتما ستجده
واذا اردت فعلا ان تجده فلابد أن تسأل نفسك اولا



هل تريد الرجوع الى الله ؟


هل تريد حقا ؟؟


أأنت متأكد من إرادتك هذه ؟


هل تعلم أن علامة صحة الإرادة أن يكون هَم المُريد رضا ربه واستعداده للقائه وحزنه على وقت مَر فى غير رضائه ، وأسفه على عدم قربه والانس به
وجماع ذلك أن يصبح ويمسى وليس له هَم غيره.

اذاً هل انت تريد الرجوع الى الله ؟



إليك الحل بأسهل وأقصر الطرق
إليك حل ابن القيم رحمه الله



" هَلُم الى الدخول على الله ومجاورته فى دار السلام بلا نصب ولا تعب ولا عناء ، بل من اقصر الطرق واسهلها



كـــــــــــــــــيــــــــــــــف ؟


وذلك أنك ( فى وقت بين وقتين ) وهو فى الحقيقة "" عمرك""
وهو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقبل ، فالذى مضى تصلحه (بالتوبة والندم والاستغفار) وذلك شىء لا تعب عليك فيه ولا نصب ، ولا معاناة عمل شاق ، إنما هو عمل قلب
وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب، وامتناعك ترك وراحة ،ليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معاناته وإنما ( عزم ونية جاااااازمة) تريح بدنك وقلبك وسرك ، فما مضى تصلحه بالتوبه ،وما يستقبل تصلحه بالامتناع
والعزم والنية
وليس للجوارح فى هذين نصب ولا تعب ولكن الشأن فى عمرك وهو وقتك الذى بين الوقتين ، فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك ،وإن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذُكر نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم .



هــــــــــــل عــــــــرفــــــــــــتــــــــــه الان؟

نفحات جوزية:
1- ارجع الى الله من عينك وسمعك وقلبك ولسانك ولا تشرد عنه من هذه الاربعة فما رجع من رجع الى إليه بتوفيقه إلا منها ،وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها ، فالموفق يسمع ويبصر ويتكلم ويبطش - بمولاه – والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسهوهواه.


2- إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ،وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا تعرفوا الى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة ؛فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل غااااية العزة والرفعة.


3- إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله محده تحمَّل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته ، إن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكارها ، ووكله إلى نفسه ، فشغل قلبه عن محبته بمحبه الخلق ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم ، فكل من أعرض عن عبودية اله وطاعته ومحبته ،بُلِىَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته
قال الله تعالى " ومن يَعْشُ عن ذِكر الرحمن نُقَيِّض له شيطانًا فهو له قرين"

4- للعبد رب هو ملاقيه،وبيت هو ساكنه ، فينبغى أن يسترضى ربه قبل لقائه ويعمر بيته قبل انتقاله اليه

5- المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه ، الا الله سبحانه وتعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه.


هناك تعليق واحد:

أحمد أبو خليل يقول...

مبارك على المدونة الجديدة .. جهد مشكور وهذه بعض ملاحظاتي :

أولا : اسم المدونة ذكرني بذلك المعنى الخالد في ذاكرتي ، والذي أحبه كثيرا وهو عالم الرباط الذي لا يحرم المسلم منه في أي مكان على وجه الأرض ، وسواء أكان في أرض حرب أم سلم .

ثانيا : توقيعك باسم "الدرعمية" .. الذي لا أوافقك تماما عليه من وجهين :

1- أن تاريخنا حفل بأسماء النساء الفضليات اللاتي لو فعلن مثلك ما كنا قد عرفناهن ، ولتشاهبت علينا رواياتهن ، ولما صح أخذ العلم عنهن ولا أي شيء من هذا القبيل ، وإخفاء أسماء النساء بهذه الطريقة في المجتمعات العربية اليوم ما هو إلا بقايا من فكرة المجتمع الذكوري التي سيطرت علينا ، وللأسف انطلت على كثير من الإسلاميين اليوم .

2- أنك لو تسميت بهذا الاسم ثم جاءت أخت أخرى من دار العلوم ، أليس من حقها أن تسمي نفسها الدرعمية ، وبذلك يكون عندنا درعمية 1 ، ودرعمية 2 ... وهكذا

ثالثا : اقتراح بأن تضعي قائمة بمدونات الدرعميين من كليتنا وأنا أعرف منهم ثلاثة حتى الآن غيرك بالطبع ، وهناك أيضا صفحة للإخوان مثلا ، وأخرى كانت مجلة حائط في الكلية وتحولت إلى مدونة ، وهكذا .

رابعا : مواضيعك متنوعة وجيدة ولكن احرصي على الطابع الدرعمي من ترك العامية حتى ولو في المقتبس منها

أمتع الله بك .. وبوركت من درعمية مرابطة